ما وراء
الربيع الثورى
ثورات ...وليدة
ان كثيرون قالوا بعدما تابعوا
ظهور ما يسمى بالربيع العربى فى مختلف الدول العربية والإسلامية , أنه لم
يعد ربيعا بل خريفا عربيا , قاد هذه الدول الى
الدمار والخراب بأيدى شعوبها. وكثيرون قالوا أن الشعوب العربية لا تصلح لتجربة الديمقراطية , ولكن ما هذه الا مجرد ادعاءات وافتراءات تصدر من بعض
المتشككين; ليقللوا من تأثير صدمتهم وذهولهم من المفاجآت التى حدثت فى هذه
البلدان.ان الثورات "الربيع العربي" ما هى الا نتاج (صحوة) بعد عقود من
الظلم والظلام والفساد . ان حصيلة ما أفرزه "الربيع العربى" حتى الاّن كما يدعى البعض هو جلب الانقسامات
الطائفية , والفكرية , والخراب بعد أن
أملنا بأن الوضع سيكون أفضل بعد الاطاحة بالأنظمة الديكتاتورية الفاسدة.
.. ولكن أقول أن ما فعله الربيع الثورى هو أن أظهر على السطح المشكلات
والعقد التى كانت تبطن هذه المجتمعات "مخلفات النظام الديكتاتورى" خلال
عقود من الزمن. ولكن ما يفاجئنى حقا هى
تلك الأصوات المحبطة المهترئة والتى تجد صدى عالميا لغاية الاّن , والتى هى نفسها
كانت فى السابق تقف موقف الذهول والصدمة ,, ان ما تفعله هذه الأصوات هى محاولة لإعادة
زرع الشك , وبث روح التشاؤم والخوف من المجهول القادم. ان هذه الأصوات ما تزال تصدق
وتدعم رغم فضح فشلها , وقلة حيلتها. ان ما حدث بعد ربيع الثورات من مناكفات
وصراعات ظهرت على السطح , يوضح لنا أن هذه الثورات ماهى الا ثورات (وليدة) تحتاج الى رعاية ومران , وأن سعيها نحو
"الديمقراطية " و "الحرية" مازال غير ناضجا. ان ما قامت به
هذه الثورات أن جمعت حشودا بصوت وإيمان واحد بأهمية عزل هذه الأنظمة التى طالما
حاربت نموهم الفكرى ووعيهم الاجتماعى بالإضافة الى العيون الخارجية التى تراقب
بحذر وتلعب على كافة الأصعدة مستغلة أى ثغرة تستطيع احداثها للحيلولة او لعرقلة
المشروع الثورى. مازال علينا أن نقف ونفكر ونعيد التفكير بأهمية هذه المرحلة التى
غيرت معالم المنطقة ودراستها دراسة دقيقة للوصول الى نتائج وأجوبة على كثير من
التساؤلات. قلت فيما سبق أن هذه الثورات هى (وليدة) , وما جعلنى أقول هذا القول
؟؟!! هو الخطوات التى تبعت هذا الفعل الجماعى التعبوي .. من المناداة ب
"الديمقراطية" و " الحرية" المفرغة وعدم الاتفاق على أى نظام
سيتبعون, كالمنادون بالعلمانية أو الاشتراكية , أو أى نظام اّخر موجود على الساحة كالإسلاميين
أو ما يصطلح تسميته ب "الاسلام السياسى". وحتى فوز هذا الأخير عن طريق نظام ديمقراطى غير
مختلف عليه عالميا لم يحقق هذا الرضى المتوقع؟! فما الذى يناسبنا؟؟
ما لا يجب أن نغفله أن هذه الثورات المتفجرة حدثت بعد عقود من التخلف
والجهل المتعمد أن يرمى بظلاله على هذه المنطقة , ولذلك هى بحاجة أيضا الى عقود من
الاصلاح ورفع الوعى الفكرى والاجتماعى والسياسى من أجل مجابهة هذه العقود المظلمة.
ولذلك ستبقى هذه الثورات مخاضا لثورات لاحقة للوصول الى نظام وفكر يناسب تاريخنا
وثقافتنا الأصيلة ولغتنا , لأن أى تعارض مع هذه المقومات السابقة لن يقدم استقرارا
ورضى جماعيا. فالتركيز على هذه المقومات سيوحد الأمة وسيطرد أى تأثير مهما كان
قويا سواء داخليا كان أم خارجيا.
فهما حاولنا التشبث بثقافة أو أيديولوجية أو نظام فكر خارج عن هذه
المقومات سيثبت فشله.
**عزيزى القارئ قد تختلف معى أو توافقنى على بعض النقاط أو كلها ,
ولكن الأحداث ما تزال قائمة , وهى بحاجة الى مزيد من التفكر والتأمل ... وما يطرأ
من مستجدات على الساحة قد يجعلنا نعيد النظر فى كثير من الأمور.
الثورات العربية لها ايجابياتها ولها سلبيتها
ReplyDeleteاهم الايجابيات هي خروج الشعب عن صمته ورفضه للظلم
ولكن تبين ان هناك عدم وعي من قبل الشعوب العربية للديمقراطية واصبحو يسعون نحو الفوضى باسم الديمقراطية وانتشرت الثورات المضادة والمسيرة من قبل جهات خارجية وداخلية